أنواعها حتى فاض به ومل منها، لكن الجرار ما زال يستهويه وهو يستخدمه للتنقل خاصة بين منزله والمسجد بدءا من صلاة الفجر .
السائق المخضرم في بلدته كفركنا وربما في مجمل المناطق المحتلة عام ،48 اعتاد على تقصير المسافات بين بيروت والناصرة وعمان قبل زلزال النكبة، بشاحنته التي بقيت في لبنان بعدما عاد لموطنه في اللحظة الأخيرة عام 49 .
يستذكر أحمد طه فيقول: بعد التهجير وتحديداً في 20/10/،1948 استقر أبو طه في بيروت التي وصلها بشاحنته برفقة زوجته، هناك عمل في نقل الطحين للاجئين في الأردن من ميناء بيروت، وكان يتقاضى على كل نقلة مائة ليرة فلسطينية من وكالة الغوث .
ويستطرد ابو طه قائلا إنه في 31/7/1949 حضرت والدته رحمها الله متسللة من فلسطين إلى لبنان، وأبلغته بأن اليهود يوزعون بطاقات هوية على السكان، وطلبت منه العودة مع ابني عمه حسن ومحيي الدين، فعاد متسللاً، مؤثراً الوطن على الشفروليت التي أحبها . وتابع ''وصلنا كفركنا وبعد أيام حضر شاويش يهودي، وأعلن عن منح بطاقات هوية عسكرية للمتسللين، وأخذت بطاقة في 15/11/1949 .
ويتابع “حصلنا على الهويات المدنية ونزلت إلى وزارة المواصلات في حيفا ودفعت أربع ليرات ونصف ليرة وحصلت على رخصة قيادة “إسرائيلية” . . لكن الشاحنة بقيت في لبنان . . فاشتريت نصف شاحنة “شفروليت” وعملت سائقا لها . . وفي عام 1968 اقتنيت جرارا (تراكتور) ولا يزال عندي حتى اليوم واستخدمه للتنقل” .
وما زال أبو طه يقود السيارة ويحمل رخصة قيادة منذ عام 49 ويجددها سنويا بعد إجراء فحص للنظر” . يؤكد أن نظره ما زال حاداً و6/6” ويؤكد انه لا يزال يعرف إشارات المرور ويسير في الشارع سائقا جراره حسب القانون .
وردا على سؤال لماذا يفضل الجرار على قيادة السيارة العادية، قال إنه يفضل الجرار لأنه يقوده نحو الأرض الزراعية في الوعور والسهول، رافضاً عرض ولده باقتناء سيارة خصوصية يتنقل بواسطتها .