(( بانكوك في قبضة العسكر بعد استسلام «القمصان الحمر» ))

4 قتلى و50 جريحاً في اشتباكات «الحسم» بين المعارضة والجيش التايلاندي

بانكوك في قبضة العسكر بعد استسلام «القمصان الحمر»





لجأ الجيش التايلاندي أمس إلى الحسم العسكري لإنهاء اعتصام المعارضة في وسط العاصمة بانكوك، وسيطر في عملية عسكرية، لاتزال مستمرة، على منطقة مركز الاعتصام كما فرض حظر التجول على العاصمة و21 مقاطعة، في حين استسلم زعماء ذوي «القمصان الحمر» أنفسهم للشرطة «منعاً لسقوط المزيد من الخسائر في الأرواح»، لكنهم توعدوا بمواصلة كفاحهم.. في وقت بدا المشهد ينزلق نحو فوضى أمنية مع استهداف المناوئين للحكومة نحو تخريب المصالح الاقتصادية والإعلامية وبعض المجالس المحلية وحرقها.




وبينما تحول وسط بانكوك إلى ساحة حرب ضارية حيث النيران في كل زوايا شوارعها، إذ قتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم صحافيان الأول ذو ملامح شرق أوسطية والآخر إيطالي وجرح أكثر من 50 آخرين في الحملة العسكرية التي بدأها الجيش لإنهاء اعتصام المعارضة بوسط بانكوك.. فرضت السلطات حظر التجول في العاصمة و21 مقاطعة أخرى وبخاصة خلال ساعات الليل (ما بين الثامنة مساء وحتى السادسة صباحاً)، مع إغلاق العديد من المؤسسات الاقتصادية ومنها البورصة حتى نهاية الأسبوع. وبينما كانت الاشتباكات جارية مع المتظاهرين حول العاصمة.. قال الناطق باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن إن «العملية العسكرية التي أطلقت للسيطرة على المنطقة كانت ناجحة، ونفذت وفق قواعد حازمة».

وقال واتاناياغورن في خطاب تلفزيوني إن «مركز حل أوضاع الطوارئ كثف حملته لإحكام إغلاق موقع الاعتصام من أجل سلامة الشعب ولإعادة إحلال السلام والسيطرة على الشغب». وأشار إلى أن السلطات التايلاندية جهزت حافلات لنقل المتظاهرين الراغبين بالعودة إلى منازلهم.

وقال وزير الدفاع التايلاندي براويت ونجسوان انه «ربما يجري فرض حظر التجول في بانكوك للتعامل مع الاضطرابات المستمرة بعدما فرقت قوات الأمن المحتجين في هجوم كبير أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح 50 آخرين».

إلى ذلك، أعلن مركز تسوية حالة الطوارئ في تايلاند أن القوى الأمنية ستواصل حملتها العسكرية خلال الليل، ضد متظاهري المعارضة لإنهاء احتجاجهم في وسط العاصمة بانكوك، وفرض حظر للتجول فيها وفي مدن ومحافظات قريبة بشمال وشمال شرق تايلاند.

استسلام

وعلى ضفة المعارضة، أعلن زعيم ذوي القمصان الحمراء جاتوبورن برومبان إنهاء الاحتجاج المناهض للحكومة في تقاطع راتشابراسونغ بوسط العاصمة بعدما سيطر الجيش التايلاندي على جزء محيط بمركز الاحتجاج في راتشابراسونغ. وقال برومبان: «أعتذر منكم جميعاً، لكنني لا أريد مزيداً من الخسائر. إنني منكسر أيضاً. سنسلم أنفسنا».

حرائق انتقامية

وأحرق المحتجون إطارات على الطرقات المؤدية إلى موقع الاعتصام وأضرموا النيران في مكتب مكافحة المخدرات نتيجة هجوم قام به مراهقون تابعون للمعارضة. واندلعت النيران في بورصة تايلاند وتعرضت أجزاء من بانكوك لانقطاع التيار الكهربائي في ظل استمرار أحداث العنف رغم استسلام زعماء المحتجين وقالت القوات إنها تحكم السيطرة وأغلقت سوق الأسهم في وقت مبكر بسبب أحداث العنف.

وقال رئيس البورصة التايلاندية إن النيران اندلعت في مبنى البورصة بينما قال شاهد إن فنادق سياحية كبرى شهدت انقطاعا في التيار الكهربائي وان الدخان الأسود تصاعد حول مبان في العاصمة التايلاندية.

وفي سياق العمليات الانتقامية، أفاد العاملون في القناة الثالثة بالتليفزيون المحلي في تايلاند أن المحتجين من ذوي القمصان الحمراء أخلوا مبنى القناة. وقال أحد العاملين إن المحتجين أضرموا النار في السيارات المتوقفة خارج المبنى واقتحموا مقر القناة. واتهم المحتجون المناهضون للحكومة وسائل الإعلام المحلية بالتحيز للحكومة.